recent
أخبار ساخنة

الشعور الظاهر والشعور الحقيقي

 

الشعور الظاهر والشعور الحقيقي


ذهبت فرح لزيارة صديقتها المقربة في بيتها الجديد الذي انتقلت له بعد أن تزوجت من الرجل الذي تحبه وهذا بعد تخرجها وحصولها على درجة الماجستير، بعدما غادرت فرح بيت صديقتها شعرت بشعور مزعج بداخلها لم تفهم ماهو تمامًا شيء ما يشبه الحزن أو الرغبة بالبكاء، هذا غريب!! يفترض أن تشعر بالسعادة لأنها التقت مع صديقتها. إذًا لماذا شعرت فرح بالحزن؟.

وصلت فرح للمنزل و جلست في غرفتها وحيدة وبدأ الحوار بينها وبين نفسها.

فرح: لماذا اشعر بالحزن؟ ألا يفترض أن افرح بلقاء صديقتي؟

عقلها: لأنك شعرتي بالغيرة من صديقتك لكونها تزوجت حبيبها و سكنت في منزل جميل يشبه منزل أحلامك وحصلت على الماجستير وأنتِ لم تحصلي على اي شيء.

فرح: مستحييل!!! أنا أحب صديقتي جدًا وأتمنى لها الخير دائمًا ولا اغار منها!!!

عقلها: من قال أن الشعور بالغيرة يعني أنك لا تتمنين لها الخير؟ أنتِ فقط تتمنين أن يحصل معك مثلما حصل معها.

فرح: لا لا هذا غير ممكن، أنا سعيدة جدًا لصديقتي وسعيدة لرؤيتها وشعور الحزن بداخلي غير حقيقي، أنا اتوهم هذا.

Overtaking and forgetting


ما الذي حدث مع فرح تمامًا؟

لندخل قليلًا لداخل عقل فرح، ذلك الركن العميق المهمل المدفون في أعماقها تحت مسمى " التجاوز و النسيان" ذلك الجرح ما زال هناك في مكان ما، ظنت فرح أنه شُفي و انتهى ولكن في كل مرة تمر بموقف ينخز هذا الجرح دون أن تعي فرح بهذا.

فرح لم تلتحق بالجامعة التي تمنتها ولم تدرس التخصص الذي حلمت به لسنوات، أما عن الرجل الوحيد الذي أحبته فقد تزوج وتركها، لذا في كل مرة تصادف شخص حقق حلمه من التحاق بجامعة أو دراسة تخصص يحبه أو حتى ارتباط عن حُب، تنخز هذه الكلمات هذا الجرح ويتحول لشعور بالحزن، دون أن تفهم فرح سبب ومصدر هذا الحزن، فرح لم تشعر بالغيرة من صديقتها هي تحبها وتتمنى لها كل الخير، هي فقط لم تُشفى من جرحها ولكن ظنت أنها شُفيت لذا هي غير مدركة لشعورها الحقيقي، فقامت بتصنيف هذ الشعور تحت عنوان "حزن مفاجئ، حزن بدون سبب"

في الحقيقة لا أظن أبدًا أن هناك شيء اسمه حزن بدون سبب كل حزن وله مصدر ولكننا في كثير من الأحيان لا نعرف المصدر لأننا غير واعيين بذاتنا و غير مدركين لمشاعرنا الحقيقية فنقوم برمي مشاعرنا تحت خانة "بدون سبب".

ومن هنا نصل لمصطلح " الوعي بالذات" وهو أساس الذكاء العاطفي الذي من خلاله نتمكن من فهم حقيقة مشاعرنا و مزاجنا و بتالي يمكننا السيطرة عليهم.


google-playkhamsatmostaqltradent