ينبهر الناس عندما يرون أشياء جيدة تحدث للأفراد الآخرين ويحترمون قوة شخصية هؤلاء ونضجهم وإنجازاتهم، والسؤال الأول الذي يطرحونه "كيف فعلت هذا؟" "علمني التقنيات التي استخدمتها" ولكن المعنى الحقيقي لسؤالهم هو: قدم لي نصيحة سريعة أو حل سريع يخفف من الألم الذي أعانيه نتيجة الموقف الذي أمر به، قد يجدون من يلبي احتياجاتهم ويعلمهم تلك الأشياء وقد تنجح تلك المهارات والتقنيات لوقت قصير وقد تساعد لتخلص من بعض المشكلات الظاهرية عن طريق الأسبرين الاجتماعي أو الضمادات السريعة.
عندما ننظر حولنا وندرك المشكلات التي خلقناها على مدار حياتنا، ندرك أنها مشكلات أساسية وعميقة وعتيقة، لا يمكن حلها بنفس المستوى السطحي الذي تكونت نتيجة له ولا من خلال حلول سريعة.
"لايمكن حل المشكلات الكبيرة التي تواجهنا ونحن ذات مستوى التفكير الذي كنا عليه عندما صنعنا هذه المشكلات"
-ألبرت اينشتاين
نحن نحتاج لمستوى جديد و حل أعمق و طويل الأمد، لهذا يجب الاعتماد على مبدأ "من الداخل إلى الخارج" وتعني أن تبدأ بنفسك أولًا والأكثر أهمية أن تبدأ بالجزء الداخلي لذاتك وتصوراتك الداخلية وسماتك ودوافعك، لأنه من الصعب تحسين حياتنا وعلاقتنا بالآخرين قبل أن نحسن من أنفسنا.
يعني لو أردت أن تحظى بزواج سعيد فكن الشخص الذي يولد طاقة إيجابية وتخل تمامًا عن الطاقة السلبية ولا تعمل على تعزيزها.
ماذا سيحدث إن لم أبدأ بنفسي أولًا؟
الأشخاص الذين يسعون لتحسين علاقاتهم بالآخرين قبل تحسين أنفسهم سيظلون يشعرون بأنهم ضحايا وتعساء ومقيدون، ويركزون دائمًا على نقاط ضعف الآخرين، ويلومون الآخرين والظروف على الجمود الذي ألم في حياتهم ولن يحظوا أبدًا بعلاقات صحية وصحيحة لأن كل شخص سيلقي اللوم على الآخر ويطلب منه أن يتغير ويحاول تشكيله على هواه وهكذا حتى تتدمر العلاقة وتموت المشاعر وتستمر العلاقة فقط لأن الانفصال يبدو صعبًا، و يبقى الفرد في محله وينتظر أن تأتي معجزة تغير حياته.
"لو أن زوجتي كانت متفهمة"
"لو أنني لم أولد فقيرًا"
"لو أنني عشت في مكان أفضل"
توقف عن لوم الآخرين وابدأ بإصلاح نفسك، وتوقف عن البحث عن حلول سريعة و سهلة، طريق التغير والنجاح صعب وطويل ولكنه يستحق.
أعلم أن السؤال الذي يدور في ذهنكم الآن، ماعلاقة العنوان بهذا الكلام؟ أين الكلام الذي سيغير حياتي؟.
يؤسفني أن أقول لك أنه لا وجود لعصا سحرية أو مقال أو كتاب أو محاضرة أو حتى شخص سيغير حياتك للأفضل بلحظة واحدة!
إن كنت تبحث عن شخص سيغير حياتك فانظر إلى المرآة.
لا تنخدعوا بالعناوين المضللة، لا يوجد كتاب في العالم أو محاضرة قادرة على تغيير حياة الفرد ولكنها قد تكون عامل مساعد للتغير واعلم جيدًا أن التغيير يبدأ منك أنت من داخلك، يبدأ بقرار منك و جهد وسعي ومحاولة، لن تتحول من شخص مدمن على الوجبات السريعة لشخص يتناول غذاء صحي خلال أيام ولا حتى خلال أسابيع قد يتطلب منك هذا الأمر أشهر وربما سنوات! قد تتعثر و تسقط و تتعب وتضعف نعم ولكن إن لم تستسلم ستصل يومًا ما.
توقفوا عن النظر لإنجازات الأفراد و تغمضوا أعينكم عن ماضيهم وعن العقبات التي مروا بها، ولا تبحثوا عن حلول سريعة و اذا فشلت تلقوا اللوم على صاحب الحل.
لا تنظر إلى غنى بيل غيتس و مستواه بل انظر لماضيه وكيف بدأ، ولا تنظر إلى شركة آبل وقيمتها السوقية الحالية بل انظر إلى ماضي آبل و محاربة ستيف جوبز و محاولاته.
نحن هنا سنقدم لكم يد العون ونساعدكم على التغيير ولكن الجهد الأكبر و القسم الأصعب يقع عليكم.
لذا لكل شخص يبحث عن حلول سريعة و فعالة أود أن اعتذر لك وأقول أنها غير متوفرة ولكن إن كنت تبحث عن تغيير حقيقي و فعال ولكنه طويل وقد يكون شاقًا فأقول لك أهلًا بك بيننا.
توفر كيورا لنا فرصة رائعة جدًا لتطوير وتغيير أنفسنا ولكن تذكر أن صاحب المساحة لا يملك عصا سحرية ستنقلك من مستوى لمستوى آخر، نحن نشكل دلالات ترشدك و تساعدك على الوصول ولكنك المسؤول الأول والأخير عن نجاحك.
لذا ابحثوا عن المساحات/ الأشخاص / المواضيع المهمة لكم و تابعوها، اطرحوا الأسئلة، ناقشوا، واجتهدوا على أنفسكم.
وتذكروا أن رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة👏🏻.