recent
أخبار ساخنة

دقيقتان في سيكولوجية الإنسان: المدرسة التحليلية.

الصفحة الرئيسية

 

human psychology

فور أن تبدأ بقراءة أول كتاب لك في علم النفس، لا شك أنك ستجد فيها نقاط عن المدرسة التحليلية أو السلوكية أو الإنسانية أو الجشطالت، عدم معرفتك بأساسيات تلك المدارس قد يعني أن فهمك للكتاب سيكون ناقصًا، لذلك سأبدأ في هذا المنشور عن التحليل النفسي لسيجموند فرويد في نقاط رئيسية بسيطة ليكون مرجعك المبسط قبل أن تتوسع فيه:

الدوافع اللاشعورية

أكد فرويد على أن أغلب دوافع السلوك تكون دوافع لاشعورية، والدوافع اللاشعورية ببساطة هي دوافع مكبوتة في العقل الباطن تحرك سلوكك دون أن تكون واعيًا أو مدركًا لها، وقد تكون هذه الدوافع أخلاقية أو غير أخلاقية.

بطريقة أخرى، فأنت تظن أن سلوكك مبني على رؤيتك وأفكارك، وتظن أنك تعرف الدافع وراء سلوكك، بينما في الواقع-بحسب تلك المدرسة- فإنك تجهل تلك الدوافع، أو قد تنتحل دوافع أخرى بخلاف تلك الدوافع الحقيقية (اللاشعورية) لسلوكك.

مثال: الدافع الشعوري الذي أدركه لكتابتي هذا المنشور هو إفادتك وإفادة عدد كبير من الناس، فيما قد يكون الدافع الأصلي (اللاشعوري) هو رغبتي في الحصول على تأييدات والشعور بالتقدير (تبًا! لقد فضحت نفسي!)، ولكن طبعًا لن أقول ذلك كي لا تراني أنانيًا، ومن المفترض أنني لا أدرك تلك الدوافع:)

ومن أمثلة الدوافع اللاشعورية في حياتنا اليومية:


  • زلات اللسان:    

       تظن أن زلات اللسان هو خطأ منك؟ كلا، يعتبر فرويد أن زلات اللسان هي أكثر ما يعبر عن دواخل الإنسان،             يروي فرويد قصة سيدة قابلت صديقة زوجها السابقة فإبتسمت لها وقالت: "كم يسعدني قتلك" بدلًا من                 "كم يسعدني لقائك"، ومن هنا نكتشف أن دوافع تلك السيدة اللاشعورية كانت قتل صديقة زوجها، 

  • بإختصار:

             يرى فرويد أن الحقيقة تظهر مع زلات اللسان.

  • زلات القلم (أو لوحة المفاتيح في عصرنا الحالي):

             هل سبق لك أن رغبت في كتابة شىء ولكنك سهوت قليلًا فوجدت نفسك كتبت كلمة أخرى معناها                     مختلف تمامًا؟ يقول فرويد أن تلك الكلمات تعبر عن دوافعك اللاشعورية.

  • النسيان:

    • فقد تقول أنك نسيت فعل شئ رغمًا عنك رغم أن السبب في الواقع هو أنك لم تكن تريد فعله.

  • ضياع الأشياء:

    • حيث قد تظن أنه بسبب الإهمال بينما في الواقع يكون بسبب رغبة لاشعورية لا تريد وجوده، كمثال، يقول علماء التحليل النفسي أن الفتاة التي يضيع منها خاتم خطبتها هي في الأصل لا ترغب في الزواج، وكان هذا الفعل (الإضاعة) ناتج عن رغبة دفينة في عدم إتمام الزواج.

مرحلة الطفولة المصيرية

أكد فرويد على أهمية مرحلة الطفولة التي تؤثر بشكل كبير على مستقبل الإنسان، مثلًا قد يكون سبب الإضطراب النفسي لشخص بالغ هو عدم تلبية رغباته في فترة الرضاعة مثلًا أو في ال6 سنوات الأولى من حياته بشكل عام.

الإنسان طيب أم شرير؟

يرى فرويد أن الطبيعة الإنسانية شريرة وغير خيّرة، وأن تلك الأفعال التي تبدو جيدة هي في الأصل تمثل حيلًا دفاعية يدافع بها الإنسان عن دوافع الشر في نفسه (سأشارك هنا إجابة عن الحيل الدفاعية لاحقًا).

طبعًا وُجهت انتقادات لهذه المدرسة، أهمها أن فرويد قلل بشكل كبير من دور الوعي والإرادة الحرة فيما أعطى الدور الأكبر من السلوك للدوافع اللاشعورية، ويمكن إعتبار الإنسان في وجهة نظر فرويد أنه مسيّر "لا حول له ولا قوة".


google-playkhamsatmostaqltradent