اضطراب الشخصية الحدية (BPD) هو اضطراب شائع للصحة العقلية يمكن علاجه. إنه يؤثر على أفكار الناس وعواطفهم وسلوكياتهم، مما يجعل من الصعب عليهم التكيف مع جميع مجالات الحياة.
نرى جميعًا العالم بعيون مختلفة، لكن الشخص المُصاب باضطراب الشخصية الحدية لديه نظرة مشوهة بشكل غير طبيعي عن نفسه والبيئة المحيطة به.
يشعر الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الحدية بمشاعر شديدة يَصعُب السيطرة عليها، مما قد يجعلهم حزينين وغاضبين للغاية. لديهم مشكلة في علاقاتهم ويجدون صعوبة في الشعور بالراحة في أنفسهم. قد يكونون مندفعين للغاية ويبدو أنهم يعيشون حياة فوضوية، ويتصرفون باندفاع أو عن قصد لإيذاء أنفسهم كطريقة للتكيف.
قد يصعب على الآخرين فهم اضطراب الشخصية الحدية. يمكن أن يكون محزنًا للشخص المصاب باضطراب الشخصية الحدية والأشخاص من حوله، وغالبًا ما يُساء فهمه.
ما هي أعراض اضطراب الشخصية الحدية؟
هناك العديد من الأعراض أو السمات المختلفة لاضطراب الشخصية الحدية، بما في ذلك:
- الشعور بالفراغ الداخلي
- تدني احترام الذات
- أحاسيس مرهفة ومشاعر قوية أكثر من اللازم
- تقلبات مزاجية شديدة بما في ذلك نوبات القلق والغضب والاكتئاب
- علاقات مُضطربة مع الأصدقاء والعائلة والأحباء
- التظاهر بالمثالية والتقليل من قيمة الآخرين
- الخوف من الوحدة
- الصورة الذاتية والشعور بالذات مُشوَّش وغير مستقر
- الشعور بالإهمال والوحدة وسوء الفهم والفراغ المزمن أو الملل
- مشاعر كراهية الذات وفي بعض الأحيان احتقار الذات
- إيذاء النفس
- أفكار انتحارية أو محاولات انتحار
- السلوك المتهور والمخاطرة، مثل الجنس غير الآمن، أو تعاطي المخدرات بشكل غير قانوني، أو القمار، أو الأكل المفرط، أو القيادة المتهورة، أو الإنفاق المفرط
- التفكير في أي شيء بطريقة إما أبيض أو أسود، أو بمعنى أدق: صعوبة المساومة
- جنون العظمة استجابة للتوتر
- الشعور بالانفصال والابتعاد عن الواقع
ما الذي يسبب اضطراب الشخصية الحدية؟
كما هو الحال مع معظم اضطرابات الصحة العقلية، فإن أسباب اضطراب الشخصية الحدية ليست مفهومة تمامًا.
من المحتمل أن يكون سببه مزيج من الجينات وخبرات الحياة. قد تؤدي الإصابة بحالة صحية عقلية أخرى أو الحساسية الشديدة أو المعاناة من سوء المعاملة أو الإهمال أثناء الطفولة إلى زيادة احتمالية إصابة بعض الأشخاص باضطراب الشخصية الحدية. ولكن ليس كل من لديه هذه العوامل سيعاني من اضطراب الشخصية الحدية ولن يطور كل من لديه هذه التجارب سمات اضطراب الشخصية الحدية.
في بعض الأشخاص، قد يرتبط حدث مرهق أو انفصال علاقة بتطور اضطراب الشخصية الحدية. خلال أوقات التوتر، يعاني العديد من الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الحدية من أعراض الإجهاد اللاحق للصدمة، مثل ذكريات الماضي والكوابيس ومشاعر برفض الواقع ونوبات هلع.
في بعض الأحيان، تعود التجارب السلبية من الماضي كأصوات أو معاقبة الحديث الذاتي الذي يشعر بأنه حقيقي ويصعب تجاهله.
متى يتوجب زيارة الطبيب؟
إذا كنت أنت أو أي شخص تعرفه مصابًا أو يشتبه في إصابته باضطراب الشخصية الحدية، فمن المهم طلب المساعدة.
يجب أن ترى الطبيب إذا كنت أنت أو أي شخص تعرفه:
- في أزمة
- تظهر علامات الاضطراب العاطفي (الحزن الشديد أو الغضب أو القلق)
- التفكير في إيذاء النفس
- التفكير أو الحديث عن الانتحار
الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الحدية معرضون بدرجة كبيرة لخطر إيذاء النفس والانتحار، على الرغم من أنه ليس كل من يعاني من هذا الاضطراب سيؤذي نفسه.